کد مطلب:167946 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:140

و اقبل المساء یحمل النهایة الموسفة
یقول الطبری: (.. وأقام النّاس مع ابن عقیل یُكبّرون ویثوبون حتّی المساء، وأمرهم شدید، فبعث عبیداللّه إلی الاشراف فجمعهم إلیه ثمّ قال: أشرفوا علی النّاس، فمنّوا أهل الطاعة الزیادة والكرامة، وخوِّفوا أهل المعصیة الحرمان والعقوبة، واعلموهم فصول الجنود من الشأم إلیهم)، [1] وفی روایة الدینوری: (لِیُشرفْ كلُّ رجل منكم فی ناحیة من السور فخوِّفوا القوم! فأشرف كثیر بن شهاب، ومحمّد بن الاشعث، والقعقاع بن شور، وشبث بن ربعی، وحجّار بن أبجر، وشمر بن ذی الجوشن، فتنادوا: یا أهل الكوفة! اتقوا اللّه ولاتستعجلوا


الفتنة! ولاتشقّوا عصا هذه الامّة! ولاتوردوا علی أنفسكم خیول الشام! فقد ذقتموهم، وجرّبتم شوكتهم!.

فلمّا سمع أصحاب مسلم مقالتهم فتروا بعض الفتور!!). [2] .

ویواصل الطبری روایة النهایة المؤسفة عن لسان عبداللّه بن حازم: (قال: أشرف علینا الاشراف، فتكلّم كثیر بن شهاب أوّل الناس حتّی كادت الشمس أن تجب، فقال: أ یّها النّاس، إلحقوا بأهالیكم ولاتعجلوا الشرّ، ولاتعرضوا أنفسكم للقتل، فإنّ هذه جنود أمیرالمؤمنین یزید قد أقبلت! وقد أعطی اللّه الامیر عهداً لئن أتممتم علی حربه، ولم تنصرفوا من عشیّتكم، أن یحرم ذرّیتكم العطاء، ویفرّق مقاتلتكم فی مغازی أهل الشام علی غیر طمع، وأن یأخذ البریء بالسقیم، والشاهد بالغائب، حتّی لایبقی له فیكم بقیة من أهل المعصیة إلاّ أذاقها وبال ما جرّت أیدیها!

وتكلّم الاشراف بنحوٍ من كلام هذا!

فلمّا سمع مقالتهم النّاس أخذوا یتفرّقون، وأخذوا ینصرفون!). [3] .


[1] تأريخ الطبري، 3:287.

[2] الاخبار الطوال: 239.

[3] تأريخ الطبري، 3:287؛ وانظر: الفتوح، 5:87.